Announcement

Collapse
No announcement yet.

ফিদায়ী ভাই মেহনাদ আশ শাহরী (আবু ওমর আল আজদী) রাহিঃ এর মূল্যবান অসিয়তনামা

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ফিদায়ী ভাই মেহনাদ আশ শাহরী (আবু ওমর আল আজদী) রাহিঃ এর মূল্যবান অসিয়তনামা

    مقتطفات من وصية الاستشهادي الأخ مهند الشهري (أبو عمر الأزدي) رحمه الله

    مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي

    تقدم

    الإصدار المرئي

    بعنوان: مقتطفات من وصية الاستشهادي الأخ مهند الشهري (أبو عمر الأزدي) رحمه الله







    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقتطفات من كلمة أسامة بن لادن رحمه الله بعد ثلاثة أشهر من الغزوات المباركات:

    وبإذن الله نهاية أميركا قريبة، ونهايتها ليست متوقفة على وجود العبد الفقير، أسامة قُتل أم بقي، فبفضل الله قد قامت الصحوة وكان من مكاسب هذه العمليات، أرجو الله –سبحانه وتعالى- أن يتقبل هؤلاء الشباب في الشهداء وأن يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، فهؤلاء الشباب قاموا بعمل عظيم جداً، بعمل جليل جزاهم الله خير الجزاء، ونرجو الله أن يكونوا زخراً لآبائهم وأمهاتهم، فقد رفعوا رأس المسلمين عالية، وأعطوا أميركا درساً لن تنساه بإذن الله سبحانه وتعالى، وقد حذرتُ فيما مضى في لقاء مع قناة A.B.C، أن أميركا بدخولها في صراع مع أبناء الحرمين سوف تنسى أهوال فيتنام، وهذا الذي كان بفضل الله –سبحانه وتعالى- وما خفي كان أعظم، بإذنه –سبحانه وتعالى-.



    وهنا معنى آخر أن النصر لا يعتبر فقط بالكسب الظاهر الذي غلب على ذهن الناس، وإنما النصر هو الثبات على المبادئ، فأهل الأخدود ذكرهم -الله سبحانه- وتعالى- وخلد ذكرهم في سياق المدح لهم إذ ثبتوا على الإيمان، هُددوا بين الإيمان وبين أن يدخلوا النار، فأبوا أن يكفروا بالله –سبحانه وتعالى-.



    فهؤلاء الفتية فتح الله عليهم أن يقولوا لرأس الكفر العالمي –لأميركا ومن حالفها أنتم على باطل، وأنتم على ضلال، وضحوا بأنفسهم من أجل لا إله إلا الله.



    مقتطفات من وصية الاستشهادي الأخ مهند الشهري (أبو عمر الأزدي) رحمه الله.

    أحد منفذي غزوات 11 سبتمبر المباركة

    قال جل من قائل العليم (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، وأمر عباده بنصرة دينه وإعلاء كلمته، وجعل الجزاء لذلك النصر على الأعداء والثبات عند اللقاء، فقال تبارك وتعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)).

    وجعل لمن يقتل في سبيله مقبلا غير مدبر أحسن عطاء ووفاء، فقال تبارك وتعالى: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)).

    وقال تعالى قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15))

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله جل عن الشبيه والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من بريته، وصفوته من خليقته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، أعرفُ الخلق به وأقومهم من خشيته، وأنصحهم لأمته، الذي جاهد في الله حق جهاده، حتى ترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وملائكته وأنبيائه ورسوله وجميع المؤمنين، كما وحد الله وعرف به ودعا إليه، وعلى أصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

    ثم أما بعد

    من عبد الله الفقير أبو عمر الأزدي إلى العلماء الصادعين بكلمة الحق، إلى المجاهدين و المرابطين على الثغور إلى أحفاد خالد ومصعب الغيورين، إلى الآباء والأمهات المحترمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سلاما خالصا يفيض حبا ونصحا، سلاما خالصا من رحيق الجنة، سلاما من يبتغي لكم النجاة في الدنيا والفوز في الآخرة، سلاما معطرا بالورود والرياحين بل أزكى بدماء الشهداء الأحرار،

    عجبت لهم قالوا تماديت في المنى وفي المُثـل العليا وفي المرتقى الصعب

    فأقصر ولا تجهد دراعك إنما ستبذر حبا في ثرى ليس بالخصب

    فقلت لهم مهلا فما اليأس شيمتي سأبذر حبي والثمار من الرب

    إذا أنا أبلغت الرسالة جاهدا ولم أجد السماع المجيب فما ذنب



    أبعث إليكم السلام من قندهار العزيزة التي أبت الخضوع والركوع لكل كفار عنيد، من أرض قندهار الحبيبة، التي انطلقت منها سرايا المجد، لتسطر بدمائها أعظم تضحية وجود، ولتزيل بأشلائها ثوب الذلة والخنوع، ولتهدم بفأسها أصنام تعبد من دون الله العظيم، ولتضرب بسيفها رأس كل طاغوت لعين، أكتب لكم هذه الكلمات، التي ستعرفون صدقي فيها، عندما أسقيها من دمي وأشلائي، لتعيش تحدوا بالمؤمنين :

    سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى

    فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدا

    نعم إنها غربة حلت بنا، وأخوة تقاعست عنا، وأغنياء أمسكوا أموالهم عنا، ورفقاء درب كادوا يثبطونا، وعلماء سكتوا عن الحق وهم يعرفونه، وشباب شربوا الوهن والذل، وآخرون اشتغلوا بالمندوب على الواجب، وطواغيت قادوا الأمة للهاوية، وغثاء وغثاء كثير، نزعت منهم المهابة، وسطرت في قلوبه المهانة، إني أكتب لكم هذه السطور، ليكون فيها تضحية وفداء وإقدام دون إحجام، كاشفا عن الحقيقة، ممزقا برقع الظلام، وموضحا طريق السلامة والنجاة، مرتلا بصوت يملأ الخافقين قول الله تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) فسيروا معي في هذه الوصية وأنا أخاطبكم من على ظهر السفينة لأصل بكم إلى بر الأمان، فلعل زوارقكم تسمع حداءنا فيهزها الشوق فترسوا لتبحر مرة أخرى نحو جنات الخلد.

    وإن الله سوف يستبدل قوما غير هؤلاء القاعدين، قوما يقومون بالعقيدة ويؤدون ثمن العزة، ويستعلون على أعداء الله، ولن يقام لهؤلاء القاعدين وزن، ولا يقدمون ولا يأخرون في الحساب، والله على كل شيء قدير، فإنه سبحانه لا يعجزه أن يذهب بكم ويستبدل قوما غيركم.

    ولقد يهول الإنسان الموقف، وتأخذه الصدمة عندما ينظر في واقعنا اليوم، بل ويموت كمدا على أمة ساست الدنيا وطوقتها عظمة وبهاء، وزرعت المخاوف في قلوب أعدائها، وسجلت أمجادا ما سمع التاريخ بمثلها، فكان الوقار والرفعة والعلو لمن تمسك بالدين واتبع سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، واليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله تغير الحال وتبدل، فأما ثغور المسلمين فخالية من المجاهدين إلا ثلة بسيطة وهبت نفسها لله، وأما حرمات المسلمين فقد انتهكت، فتيات صغيرات فضت بكارتهن، ونساء عفيفات بقرت بطونهم، وتلك بنية على أبيها وأمها اشتد بكاؤها، وذاك طفل من هول الفجيعة شاب رأسه، وعجوز من الألم والقهر تنوح وتصيح، وذاك شيخ أمام أنقاض بيته حزينا حسيرا، فقولوا لي بربكم، كم من المسلمين أُريقت دماؤهم في أفغانستان تلك الدماء الطاهرة الزكية، على أيدي الروس الملحدين، وكم من الأعراض انتهكت على أيدي الهندوس الشياطين على أرض كشمير الحبيبة، بل ويتفننون في طرق التعذيب الوحشية، وكم من الأسر المسلمة أبيدت على أيدي الصرب في البوسنة وكوسوفا، وما المجازر الجماعية إلا أكبر دليل على الحقد الذي يحمله الصليب، وكم هناك من التقتيل والتعذيب على المسلمين في الشيشان وأندونسيا وفلسطين، وما أدراك ما فلسطين تلك الدماء التي لم تجف إلا ويتبعها مثلها، في بشاعة تحكي الحقد الذي يحمله اليهود للمسلمين، ورجال المسلمين في غفلة عن ذلك، وكأنهم لا تربطهم بهم رابطة إيمان أو إسلام، وقد خذرهم الغرب بما رسموه لهم من حمامة وغصن زيتون، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت بين يدي الساعة بغصن الزيتون، والله ورسوله بريئين من هذا كله، بل هو القائل صلوات الله وسلامه عليه: بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري،)، وأصبح المسلمون قادات للشجب والاستنكار والإدانة، الذي لا يعيد حقا مسلوبا، ولا عرضا منتهكا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    ثم سار التدهور الاقتصادي فأصبح قائما على النظام الربوي، الذي يروج له ويتحكم فيه اليهود في العالم، فنُهبت ثروات المسلمين، وضاعت أموالهم، وأُصيبت الأمة بمسخ فكري أصابها في الصميم، فأصبح الحكم بالقوانين الوضعية في أدهان الكثير من أبنائها حاجة ماسة للاستفادة من الحياة كما يزعمون، وأصبحت موالاة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم من مقتضيات الحنكة السياسية واللباقة الديبلوماسية، وسار تعطيل الجهاد وشرائعه شائعا وظاهرا، وصارعوا كل غيور عن الدين مرة بالتزوير ومرة بالقرصنة، وفي مجال التعليم وما أدراك ما مجال التعليم، قامت المؤسسات على تربية الجيل على التراب والوطنية القومية، وصنعوا لهم مناهج علمانية حتى انسلخ الجيل من عقيدته ودينه، وماتت روح الغيرة في القلب، وعلى المستوى الاجتماعي انتشرت الرذيلة وغابت الفضيلة، خربت البيوت وتمزقت الأسر وذلك من خلال السموم التي تُبث في الإذاعة والتلفزيون والسينما والفيديو وما يسمى بالبث المباشر، وأما على المستوى السياسي فإن الأمة قد ابتليت بزمرة من الحكام والطواغيت التي صاغتهم دول الاستعمار وصنعهم لنفسه لتحقيق ما يرمي إليه من طموحات باحتلال البلاد وإذلال العباد وقمع أولياء الله الغيورين، ورفع مكانة النصارى والعلمانيين الحاقدين، فقاموا بالمهمة خير قيام، فحدث ولا حرج عن الثروات التي ينهبونها، والأموال التي ينفقونها على شهواتهم الشخصية ونزواتهم الذاتية، حدث ولا حرج عن قتل الدين ورجاله ووصفهم بالتآمر على المسلمين بالتشويش وارباك صفوفهم، وحدث ولا حرج عن تحكيم القوانين الوضعية والأحكام الكفرية حتى صدق فيها قول القائل:

    أصار الكفر والتغريب عِلما وصار العري والبالي فنونا

    مباح أن ترى فخدا ونهدا ويحرم أن ترى جسدا مصونا

    فللفساق قد فتحوا الملاهي وللعباد قد فتحو سجونا

    ترون منابر الآراء عنفا أليس العنف قتل الواعيظنا

    وما الإرهاب إلا رد عنف على قهر رعاه الحاكمونا

    وفكر للمشائخ مضمحل تجمد في مخابئه قرونا

    تريدون الديانة حفظ نفس ونصاً لا يحرك خاميلنا

    أيا عرب التخلف هل وعيتم من النكبات درس الذاكيرنا

    نعم إن الإسلام هم الإسلام لازال مستعدا أن ينهي ذل المسلمين، ويزيل المهانة من قلوبهم إذا رفعوا سيف الجهاد، وأعلونها حربا ضارية شرسة لا تبق ولا تذر، ولكن قيام هذا الجهاد ورفع كلمة التوحيد وإبعاد الذلة، لا يكون إلا برجال يحبون الموت كما يحب الكافرون الحياة، كما قال بعض السلف يا له من دين لو أن له رجال، الرجال الذين هم بمستوى هذا الدين والجهاد في تضحيته وشموله،.

    وهذا السلفي يقول هذه المقولة وهو في عصر السلف رضوان الله عليهم، وكان لا يملأ ناظريه كثرة الزهاد وجحافل العباد، وإنما كان يريد رجالا يحملون هم هذا الدين ورفع راية التوحيد ليسيروا بأمة لا إله إلا الله إلى أعلى القمم، ويرجعوا العزة المفقودة منذ سنين طويلة، نعم يريد رجالا من صفاتهم الزهد والعبادة والفقه، لكن يذهبون إلى مرحلة أبعد وهي تعبيد العباد لله الواحد القهار، وإنفاذ حكم الله ورسوله في الأرض، والإنكار على من بدل دينه، أو حكم الناس بهواه، وهي المرحلة التي لا يبلغها إلا القليل القليل من الرجال الذين اصطفاهم المولى عز وجل فقال فيهم ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)).



    ثم يا من عشت للدنيا وتريد أن تفوز برضى الله وجنته وتريد أن تكون من أنصار هذا الدين، إن النجاة بسلوك طريق خير الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو الجهاد في سبيل الله، فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يغزوا 28 غزوة في سبيل الله، واليوم ها أنت أيها المتثاقل لم تغز في سبيل الله ولا غزوة واحدة، ولم تطلق ولا رصاصة واحدة، والله تبارك وتعالى يقول: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142))، ويقول تبارك الله وتعالى في شأن القاعدين الذين إذا بانت لهم الدنيا وأعراضها وبهرجتها وزينتها نفروا إليها، والذين إذا نادتهم مقاصدهم وأهواؤهم طاروا إليها، أما إذا نادهم المنادي يا خيل الله اركبي، كبر الخروج عليهم وشق على أنفسهم، فقد قال الله تبارك وتعالى فيهم: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)).

    فيا معاشر العلماء الصادعين بالحق اثبتوا على قول الحق، وإياكم أن تداهنوا في فتواكم، أو تأخذكم في الله لومة لائم، فإن الله موقفكم بين يديه، وسائلكم عن علمكم ماذا عملتم فيه، يا أيها العلماء من يقاتل العدو إذا اعتزلتم الثغور، من يوضح الحق إذا التبست الأمور، من يزيل الشبهات إذا تلاطمت الليالي المظلمات، وفي هذا يقول عبد الله بن مسعود لأناس خرجوا واعتزلوا المسلمين يتعبدون، لو أن الناس فعلوا مثل ما فعلتم فمن كان يقاتل العدو، وما أنما ببارح حتى ترجعوا)، فمن يجاهد الصليبيين ومن يجاهد اليهود ومن يحرر المقدسات ومن يثأر للحرمات، إذا بقي كل علم في مكانه لا يريد الخروج منه، وكلا والله إن هذا الدين لا يقوم إلا بجهد وجهاد، ولا يصلح إلا بعمل وكفاح، ولا بد لهذا الدين من أهل يبذلون جهدهم لرد الناس إليه، ولإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ولتقرير ألوهية الله في الأرض، ولرد المغتصبين لسلطان الله عما اغتصبوه من هذا السلطان ولإقامة شريعة الله في حياة الناس وإقامة الناس عليها، فهذا شهر بن حوشب يناديكم ويخاطبكم بقوله :” إذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فإن حديثه يَقَعُ مِنْ قُلُوبِهِمْ مَوْقِعَهُ مِنْ قَلْبِهِ)، ويقول مالك بن دينار إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته من القلوب كما يزل القطر عن الصفا، ويروى أنه قيل لعيسى من أشد الناس فتنة، قال زلة العالم؛ إذا زل العالم زل بزلته عالَمٌ كثير، فيا أيها العلماء الأجلاء إنا نريد منكم الخروج للثغور، لتروا ما ينعمه الله على عباده المجاهدين من إكرام وإنعام، وإعزاز وإرشاد ورباط وجهاد، لتشاهدوا أبواب الجنة مفتحة أمام ناظريكم، وعن أيمانكم وشمائلكم.

    ليمر بكم طيف الخيال، فيناديكم ابن المبارك من أرض طرطوس قائلا لكم: إيهٍ على أعمار أفنيناها وأوقات ضيعناها في علم الخلية والبرية، وتركنا أبواب الجهاد مشرعا.

    وهذا بن عمر رضي الله عنه يناديكم من بين الثلوج من كابل يستحث الهمم: ( لأن أقف موقفا في سبيل الله مواجها للعدو لا أضرب بسيف ولا أطعن برمح ولا أرمي بسهم أفضل من أعبد الله ستين سنة لا أعصيه).

    وكذلك أبو هريرة رضي الله عنه يدعوكم من على ساحل البحر من يافا إلى الجهاد فيقول: ( رباط هذه الليلة هنا أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس).

    ومن بعيد من أرض الكوفة يخاطبكم سيد من سادات التابعين العباد سفيان بن عنينة: ( إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله تعالى يقول (ولنهدينهم سبلنا)).

    واسمعوا إلى إمام أهل السنة والجماعة عندما ذكر عنده الغزو فبكى وقال: ( ما من أعمال البر شيء أفضل منه، ولا يعدل لقاء العدو شيء وأن يباشر القتال بنفسه هو أفضل الأعمال والذين يقاتلون العدو هم الذين يدافعون عن الإسلام والمسلمين وحريمهم، فأي عمل أفضل منه، الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا مهج أنفسهم في سبيل الله.)

    فيا أيها العلماء أنتم ثلاثة نفر لا رابع لكم:

    فمنكم من تعلم العلم وعمل به وعرف الحق ونطق به فأولئك ندعوا لهم بالليل والنهار سرا وعلانية، بالثبات على الحق.

    ومنكم من علم الحق ولم يبلغه ورأى الانحراف وسكت عنه، فأولئك مثل الشياطين الأخرس، وكما قال السلف رحمهم الله وإذا سكت العالم تقية فمتى يعرف الجاهل الحق.

    ومنكم من علم العلم ولا يعمل به وعرف الحق ولم يبلغه وحرف الضلال وداهن فيه، فرُكبهم عند السلطان مثنية وأيديهم إلى أمواله معنية وألسنتهم بمدحه مبنية، فعند أبواب السلطان قد عكفوا، وعلى موائده قد أكلوا، ومن حطامه قد شبعوا، فمدائحهم للسلطان معلومة، وركائبهم عند بابه معروفة، ومجالسهم لتزكيته مبسوطة.

    وفي الصنفين الأخيرين يقول بن القيم رحمه الله مقولة عظيمة تسطر وتكتب بماء الذهب:

    كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها، فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وفي حكمه، وفي خبره وفي إلزامه، لأن أحكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرياسة، الذين يتبعون الشبهات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق، والابتعاد عنه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبين للرئاسة متبعين للشهوات، لم يتم لهما ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق، لا سيما إذا قامت له شبهة، تتفق الشبهة مع الشهوة ويثور الهوى، فيخفى الصواب ويلتبس وجه الحق، وإذا كان الحق ظهرا لا خفاء فيه ولا شبهة، أقدم على مخالفته وقال لي مخرج بالتوبة، وفي هؤلاء وأشباههم قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) وقال الله تعالى فيهم : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)).

    حتى قال فهذه آفة العلماء إذا آثروا الدنيا وابتغوا الرياسة، وهذه الآيات فيهم إلى قوله : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)، فهذا مثل عالم السوء الذي عمل بخلاف علمه ..) انتهى كلامه رحمه الله.

    أيها العلماء إن أمتنا الإسلامية تمر في هذا الزمان بلحظات عصيبة، وأخطار جسيمة وهي تنتظر ما تحملونه من نور لتسير به في دياجير الظلمة، التي تعيش بها في هذا الزمان، بالله عليكم لا تتركوها في مهب الريح تعصف بها يمنة ويسرة، لا تتركوها فينهشها الأعداء مرة تلوى المرة، لا ترحلوا عنها وهي في حيرتها، لا تسلموها لأعدائها من كفار ومنافقين يسيرونها طبقا لأهوائهم وشهواتهم، وأنتم تعلمون ذلك كله، وإن الله سائلكم عن علمكم، ماذا علمتم به (فلا تخونوا الله والرسول تخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).

    يا شباب الأمة الغيورين يا أحفاد خالد بن الوليد يا أحفاد العاصم والمثنى، إن العمل لهذا الدين والذود عن حياضه، طريق شاق بعيد، تتقاصر دونه الهمم الساقطة، والعزائم الضعيفة، إن هذه الأمة جبلت على القرآن والسيف، لا ينفصل أحدهما على الآخر بحال، ولذلك يقول بن تيمية : (قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر وكفى بربك هاديا ونصيرا).

    إن هم حمل هذا الدين، وهم الجهد في سبيل الله، لأمر شاق صعب مليء بالأشواك، تجزع منه الأرواح الهزيلة والقلوب الخاوية، ولا يستطيعه إلا القليل، ممن اختارهم الله واصطفاهم لنصرة دينه ورفع راية لا إله إلا الله، خفاقة في ارجاء الكون، إلا القليل ممن وهبوا أنفسهم لله وارخصوا أرواحهم من أجل العقيدة، إلا القليل الذين لم تغرهم الدنيا بزينتها وبهرجتها، ولم يغرهم بالله الغرور، إلا القليل الذين عافوا حياة الذل وفروا بدينهم ليصنعوا لأمتهم تاريخا ومجدا عريقا، إلا القليل الذين لم تأسرهم شهواته ولذائذ أنفسهم، بل جادوا بأرواحهم وكرائم أموالهم في سبيل رفعة هذا الدين، ولكنه الأفق العالي الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة، والهمم المريضة قال تعالى: (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ).

    يا أيها المسلمون ها هي أمتنا أثخنتها الجراح، وطال ليلها المظلم القاتم، كل جرح فيها له قصة وحكاية، قصة أصغى لهولها الكون وحكاية سجل نياحها التاريخ، فقتل وتشريد، وهتك حرمات وإبادة، وتمزق وتفرق، وأشلاء ودماء، أين عزائم الرجال هل ماتت واندثرت معالمها، هل عجزت النساء أن تلد كخالد بن الوليد وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم، سؤال يدور بالخيال، ليذهب بالإنسان لأبعد ما بين المشرق والمغرب، فالله سبحان هو المستعان.

    أيها المسلمون وإنه وإن كثرت هذه الجراح، فلن أنسى جرحا عميقا ماثلا أمام ناظري، وأنه وإن كثرت المحارم المنتهكة، فلن أنسى تلك الحرمات والشعائر التي دنسها اليهود والنصارى، وكم من الديار لها بواكي ولكن لقضيتنا الكبرى لا بواكي لها إلا أقل القليل، فما هو هذا الجرح العميق النازف، وما هي هذه الحرمات والشعائر المدنسة، إنها قضية في صلب الدين بل هي الدين كله، نعم إنه يسعى لها الصليب منذ قرون بعيدة والحروب الصليبية ليس عنا ببعيد، فمازالت منقوشة في ذاكرة التاريخ، إنها أم القضايا إذا ضاعت الأم ضاعت الأسرة والأبناء، إنها رأس الدين وإذا قُطع الرأس مات الجسد والأعضاء، إنها تاريخ المسلمين وإذا أبيد التاريخ اندرست معالم الإسلام وغيرة المسلمين، هل علمتم ما هي، إنها الاحتلال الصليبي الغاشم لبلاد الحرمين ومقدسات المسلمين، فقد عاشت بلاد الحرمين منبع الإسلام ومهد النبوة بين سندانين سندان الصليب والحكام المرتدين من جهة والتحالف الصليبي من جهة، فأما السندان الأول فهم نظام الحكم السعودي الكافر المرتد المتمثل في فهد بن عبد العزيز وإخوانه، وأما السندان الآخر فهو التحالف الصليبي المتمثل في أمريكا واليهود، وساعد في ذلك أيضا العلماء المضلون والشباب المخدوعون التائهون.

    وأبدأ بالأهم الذي خطط ونفذ بإحكام وإتقان، وهو الذي زرع الطواغيت في بلاد المسلمين وديارهم، إنه التحالف الصليبي، فلما رأت زعيمة الكفر أمريكا بُعد المسلمين عن دينهم وتخليهم عن مبادئهم وعدم تعظيمهم لشعائر الله، وجريهم خلف الشهوات والموضات، أحكموا خططهم ونفذوا مقررهم، وأخذوا أزمة الخليج وما تابعها من أمور مفتاحا وبابا لدخول بلاد الحرمين، بعدما أعياهم التفكير كيف يدخلونها دون قتال، فاستعدوا واشتدوا وأخذوا الأمر بجدية وحزم، وأبناء المسلمين في لهيهم غافلون، فعسكروا عساكرهم وجندوا أجنادهم وجاؤوا يسعون بحدهم وحديدهم، وألياتهم ومزمجراتهم، ودخلوا بلاد الحرمين تحت تصفيق العالم أجمع، وتحت نظام الحكم المرتد وبتأييد من بعض العلماء والمغفلين، فأقاموا فيها القواعد العسكرية وأنشأوا بها المنظمات السرية، وعمروا بها المستعمرات وأخرى مستوطنات، وبنوا المراقص والخمارات، ورفعوا المسارح والبارات، ثم قاموا ببث سمومهم القاتلة وأفكارهم المهينة، وبنوا الكنائس وعظموها، ونشروا التوراة ووزعوها حتى أصبحت القساوسة تأتي من الخارج، فتطوف وتجول وتحضر التجمعات، وتكتب المذكرات، وضُيّق على أهل الإسلام ولا مفر من السجن والاعتقال والتعذيب، وأصبح الجندي الأمريكي عزيز والمسلم ذليل حقير.

    أيها المسلمون وإن ما حدث في فلسطين وما زال يحدث ليس ببعيد عن بلاد الحرمين، والفصل القديم الذي صنعته أيدي الصليبيين نحو القدس الشريف وتهويده قد صنعت أعظم منه لمكة وطيبة، وإننا إن تخلينا عن هذه القضية ولم نستفيق من غفلتنا ولم نعطيها إلا الفاضل من أوقاتنا، فإن بلاد الحرمين ستصبح مجزرة للمسلمين كما يحدث في فلسطين، وكم من الناس تخاذلوا عن فلسطين لما دخلها اليهود وكثموا صيحات المصلحين وآهات المنذرين، بأن اليهود والصليب يخططون لاحتلالها منذ أزمنة بعيدة، حتى ضاعت من أيدي المسلمين، وذاق الأبرياء على زخات رصاصهم الويلات، والواقع أكبر شاهد ودليل، وما بنادق الصهاينة والصليبيين التي تقطع أجساد الأطفال وتخترق رؤوسهم منا ببعيد، ف فكما قطعت أجساد أمهاتنا وأبنائنا في فلسطين فسوف تتحول إلى أجساد آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا في بلاد الحرمين.

    اللهم هذه نفسي بين يديك هي منك وإليك، اللهم اقبلها ولا تردها خائبة خاسرة، اللهم لا تجعل لي قبرا في الأرض ولا في السماء، واجعل روحي في أعلى منازل الشهداء، اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى ، اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى، اللهم اجعل دماءنا التي تتصبب وأشلاءنا التي تتطاير هي التي تمحق الكفر وأهله، حتى لا تدع على الأرض من الكافرين ديارا، اللهم هذه نفسي أحتسبها عندك فاقبلها بقبول حسن، ولقيها نظرة وسرورا، وأسكنها نعيما وملكا كبيرا، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اللهم اهزم أمريكا والصليب، وانصرنا عليهم، اللهم إنهم قد استباحوا بلاد الحرمين، ودنسوا مسرى نبيك عليه الصلاة والسلام، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم، ومنحنا اللهم أكتفاهم، اللهم أصب مقاتلهم، ودمر معاقلهم، وادحر عساكرهم، اللهم أنت عضدنا ونصيرنا بك نصول وبك نجول وبك نقاتل، حسبنا الله ونعم الوكيل.

    فيا أمريكا أين المفر، فالبحر من ورائكم ونحن من أمامكم ولا مفر، أسلموا تسلموا يؤتكم الله أجوركم وأجور من بعدكم، وإلا فانتظرونا فنحن بمشيئة الله قادمون إليكم لنقطع رؤوسكم ونبقر بطونكم ونجعلكم تهيمون على وجوهكم، تبحثون عن النجاة ولا نجاة، ولا حل لكم إلا الموت ثم الموت، إنا قد اشتقنا إلى دياركم الجميلة ففيها أنهار وأشجار، وقصور وبحار وقد حلفنا أن نطأها بأقدامنان وعزمنا على معانقة الحور فوق أراضيكم، فدماؤكم عندنا لذيذة ولحومكم لدينا هنية، ونحن قد عطشنا كثيرا ولا يروي عطشنا إلا دماؤكم ولا يسد جوعتنا إلا لحومكم ولا رد لأمر الله، ونظرا لأنكم غزوتمونا في بلادنا فنحن أهل وفاء وكرم، وعقدنا العزم على أن نزوركم في ارضكم، ونقدم لكم أغلى هدية تليق بمقامكم توابيت تتبعها توابيت، وأشلاء تتبعها أشلاء حتى تقنعوا بالهدية، وسوف تسركم سرورا عظيما، فأرجوا أن تحوز على رضاكم واستحسانكم، إن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب، وغدا لناظره لقريب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

    أبو عمر الأزدي 24 من شهر محرم عام 1422.


  • #2
    সন্মানিত অনুবাদক মিডিয়া ভাইদের দৃষ্টি আকর্ষণ করছি।
    আপনারা এই বার্তার বাংলা অনুবাদ করতঃ পাবলিশ করুন।
    আল্লাহ আপনাদের সহায় হৌন।

    Comment


    • #3
      অনুবাদের কাজের সমন্বয় করে কাজ করা উছিত। তাই কোন ভাই/ কোন মিডিয়া কাজটা হাতে নিলে এখানে জানিয়ে দিলে ভালো হবে যাতে একই কাজ একাধিন জনে না করেন।

      Comment

      Working...
      X