محنة الشام محنة الإسلام
مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي
تقدم
كلمة للشيخ: حمزة بن لادن
بعنوان: محنة الشام محنة الإسلام
محنة الشام محنة الإسلام
كلمة للشيخ: حمزة بن لادن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
إلى أمتي الإسلامية الغالية..
وإلى أهلنا الكرام في الشام العزيز..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الذين انتفضوا على الطاغية، وأعلنوها عاليةً مدويةً أنّها انتفاضة لله وحده..
لقد بذلتم وضحيتم في سبيل الله وفي سبيل عزّتكم وكرامتكم النفيس الغالي، وقدمتم فلذات الأكباد، ومهج الأرواح، وسواد العيون.
وغدى لسان حالكم كما قال القائل:
ألق الخطوب إذا طرقـ … ن بقلب محتسب صبور
فسينقضي زمن الهمو … م كما انقضى زمن السرور
فمن المحال دوام حا … ل في مدى العمر القصير
حتى جعلتم العالم يقف مدهوشًا من صبركم واستبسالكم وجهادكم، الذي تسطّرون به صفحةً ذهبيّةً في تاريخ الأمة المعاصر، وأمسى الصبر بكم يقتدي، والثبات لأثركم يقتفي، والشّجاعة منكم تتعلّم.
فجزاكم الله كلّ خير عن الإسلام والمسلمين.
أهلنا الأحبة في شام الجهاد والرباط: إننّا معكم نؤيدكم، نؤيد جهادكم المبارك لإسقاط الطاغية، وإخراج المحتلّ وإقامة شريعة الله وحده لا شريك له.
نحن معكم نفرح لأفراحكم.. وتطيب قلوبنا بابتهاجكم، ويتهلّل وجهنا ويشرق جبيننا بانتصاراتكم وفتوحاتكم..
نحن معكم.. نحزن لـمصائبكم، وتدمي قلوبنا فجائعكم، وتدمع أعيننا صوركم، ونسأل الله دائمًا.. أن يفرّج عنكم وينصركم ويؤيدكم ويمدكم بمدد من عنده.
فاصبروا نصركم الله، واثبتوا ثبّتكم الله: {إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من اللّه ما لا يرجون وكان اللّه عليمًا حكيمًا} [النساء: 104]، وطالما ظللتم متمسّكين بالوحيين الشريفين، فإني أقول لكم صبرًا.. صبرًا.. صبرًا فإن موعدكم الجنة بإذن الله.
فلا تهنوا، ولا تحزنوا، ولا ترضوا بأنصاف الحلول، ولا بالتّوقّف عن المسير قبل الوصول، ففي ذلك إهدار لتضحياتكم العظيمة، وإجهاض لثورتكم الفريدة، وزنوا الأمور بميزان الآخرة تهن عليكم مصائبكم.
لا تضق باصطبار … ذرعاً إذا اشتدّ كرب
فصبر يومك مر … وفي غد هو عذب
كم صابر الدهر قوم … فأدركوا ما أحبّوا
إخواني المجاهدين في الشام: يامن دافعتم عن دينكم، وحميتم أهلكم، وفقدتم إخوانكم وأحبابكم، يا من حرّرتم الأسرى والأسيرات، يامن فرّجتم عن أهلكم الكربات، يامن كسرتم الحصارات، إني موصيكم وصية محب مخلص فاقبلوها، ومحذّركم تحذير وجل مشفق فاسمعوه..
فأمّا الوصية فاعملوا بقول الله سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا ولا تفرّقوا}[آل عمران: 103]، واعملوا بدعوات العلماء ومشايخ الجهاد الذين يرجون الخير لكم.
إخواني المجاهدين الأحبة: يامن لكم في المخيمات مستضعفين ومستضعفات، إن رؤية المخيم زيادة في الشعور بحجم المسؤولية التي تحملونها، إنّ المخيّم ينادي..
أنا الجوع القاسي.. أنا البرد القارس.. أنا الحياة الشاقّة..
ولكنه يقول لكم: أتحمل معانتي.. لإزالة الطاغية، وتهون مأساتي.. لتحكيم شريعة الله الخالدة، ويهون بلائي.. لتصنعوا لأهلي حياةً عزيزةً كريمةً.
فلا تضيّعوا آماله أيها الكرام.
وأما تحذير المحبّ المشفق: فلأنّ معركتكم التي تخوضونها اليوم؛ عظيمة الخطر، كبيرة الأثر، وعدوكم فيها ماكر جدًا، يصل الليل بالنّهار للكيد بكم وتفريق صفّكم، وتمزيق شملكم، وزرع الفتن والاختلافات فيما بينكم ليستأصل شأفتكم، ويستفرد بكلّ منكم على حدة، وهذا يتطلّب منكم يقظةً وحذرًا بالغين، ويتطلب منكم أن تعتصموا بالله جميعًا، وأن تعضوا على الكتاب والسّنة بالنواجذ، وأن تعرضوا صفحًا عن مبادارت الأعداء، فهي والله ليست إلا مؤامرات.
لقد رأينا السّفّاح المحتلّ الملطخّ بدماء أطفالنا ونسائنا، يعمل فيكم السيف دهرًا، ثم يتدثر ساعةً من نهار بثياب الطبيب المغيث، المشفق على المريض الجريح، وسويعةً أخرى بلباس المصلح الدّاعي للسّلام، وأيّ سلام؟! وهو الذي قتل منكم الآلاف، أيّ سلام! وهو الذي دمّر البيوت على رؤوس ساكنيها، وأباد المدن بمن فيها، أيّ سلام!! وهو الذي ثبّت عرش الطاغية بشار، وأنقذه من السّقوط، وضاعف عدد المحتلّ الرافضيّ لـمّا رآى جحافلكم متوجهةً نحو دمشق ليثنيكم عنها.
إن النظام العالميّ ودول الغرب والشرق التي تحاربكم، تحاربكم لأنكم تسعون لإقامة حكومة إسلامية راشدة، وربما استبدلوا الأدوار بينهم لخداعكم، فلا تطيعوهم.. إنهم ماكرون، لا تطيعوهم.. إنهم مجرمون، لا تطيعوهم.. فأولئك هم الكفرة الفجرة النّاكثون، وتأمّلوا هذه الآيات الكريمات: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152}[آل عمران: 149 – 152].
فهذه الآيات الكريمات، تبيّن بجلاء ووضوح أن زمام المبادرة في أيديكم، وذلك: بمعصية الكفار وحلفائهم والحذر منهم، وجعل الله وحده لا شريك له وليّكم وناصركم من دون كلّ أحد، وحماية صفّكم من التنازع والاختلاف والمعاصي، فإن فعلتم: ألقى الله في قلوب عدوّكم الرعب وصدقكم وعده بالنصر عليهم.
إخواني المجاهدين في الشام الحبيب: يجب أن نكون أعزاء بديننا، شرفاء بجهادنا، فخورين بمعادة أمريكا وروسيا لنا، فهم فراعنة الزّمان، ولكلّ من وقف في وجههم أن يفخر، وعلى كلّ من داهنهم أن يخجل، لنكن فخورين بغضب الغرب وحنقه علينا، فخورين بتصنيفه لنا كإرهابيين فهذه ليست تهمة ولكنّها وسام، فخورين بإغاظتنا لهم، فنحن مأجورون على ذلك كلّه بإذن الله، قال تعالى: {ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفّار ولا ينالون من عدوّ نيلًا إلّا كتب لهم به عمل صالح إنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة: 120].
***
أمّتي المسلمة: إخواني المسلمين في إندونيسيا، إخواني المسلمين في المغرب الإسلامي، إخواني المسلمين بينهما، ليست هذه محنة الشّام، ولكنّها محنة الإسلام، يريدون ألا تقوم له قائمة، فالعدوّ الصليبيّ وحلفاؤه الروافض، يحتلون بلادنا الإسلامية شيئًا فشيئًا، وإن شئتم فسلوا العراق واليمن ينبئونكما عن صدق الخبر، وهاهم في شام الرباط والجهاد يسعون لإبادة أهلنا، وأعناقهم مشرئبّة لاحتلال الحرمين الشريفين..
ولكي يستطيع أهل الشّام صدّ هذا العدوان الصليبيّ الرافضيّ العالميّ ، لابدّ من تكاتف المسلمين كلّ المسلمين معهم ودعمهم ونصرهم ومآزرتهم، فقد أمسى جسد الأمة الإسلاميّة وجرحه الشّاميّ غائر جدًا، وهو في أمسّ الحاجة للعلاج، فإن عالجناه استطعنا علاج غيره، وإن تركناه انتشرت فيه الجروح والإصابات وعجزنا عن علاجه.
فلابدّ من اليقظة والتحرّك السّريع الجادّ المنظّم، لدعم أهل الشام المبارك قبل فوات الأوان، يجب أن تكون قضية الشام قضية الأمة كلّها، نريد لبلاد الشّام أن تنتصر على الطغاة، نريد لها أن تحكم بالشريعة السّمحة الغراء، نريد لأهلها أن يعيشوا أعزةً كرماء، نريد أن تخرج منها جحافل المجاهدين لتحرير بيت المقدس بإذن الله.. ولانريد للشّام أن تتحول إلى فلسطين أخرى لا قدّر الله.
وأمام هذه الآمال وبين هذه المخاوف، يقف المجاهدون في أمسّ الحاجة إلى دعمكم أيّها المسلمون لكي يتمكنوا من مواصلة المسير.
أيّها المسلمون: حقّقوا معنى الجسد الواحد، حقّقوا معنى الأخوّة الإسلامية..
أيجوع إخوانكم.. وتشبعون..
أيخاف إخوانكم.. وتأمنون..
إن دعمكم لهم بمثابة الهواء الذي لا غنى لهم عنه، ونفيركم إليهم بمثابة الغذاء الذي لا عيش لهم بدونه، فلا تقطعوا الهواء والغذاء عنهم.
إنّ مشاركتكم في جهاد الشّام ستعود بالبركة عليكم، كلّ شيء في الجهاد هناك يتحول إلى معنى سماوي كبير..
أيّ شاب مسلم ولو كان ممن أسرف على نفسه، بمجرد وصوله إلى الشّام يصبح مجاهدًا مهاجرًا بطلًا وربما يتخذه الله شهيدًا.
كل كلمة في نصرة الشام ليست كلمةً عابرةً، ولكنّها كلمة حق أو تغريدة حق يثاب صاحبها.
كلّ درهم ينفق للشّام يتحول إلى درهم سماوي مجاهد، يذود عن صاحبه يوم القيامة.
فعلى كلّ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعم إخوانه في الشّام ولو بوجه من الوجوه.
ويا شباب الإسلام اجعلوا رسالتكم: إمّا أن يحيى الإسلام عزيزًا أو تموتوا.
اللّهمّ كن لإخواننا في الشّام ناصرًا ومعينًا.
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ডাউনলোড লিঙ্কঃ-
মূল ভিডিও- HD:-
হাই কোয়ালিটিঃ- ২
মিডিয়াম কোয়ালিটি"-
লো কোয়ালিটিঃ-
অডিও লিঙ্কঃ-
docx – আরবী
PDF – আরবী
docx – ইংরেজী অনুবাদঃ-
PDF – ইংরেজী অনুবাদঃ-
https://archive.org/download/wahrdmomnn/MNHNTEP.pdf
Comment